أبرز حقول النفط في اليمن.. 5 مواقع رئيسة واحتياطيات بـ3 مليارات برميل

تُعد أبرز حقول النفط في اليمن من الموارد الأساسية التي يعتمد عليها الاقتصاد الوطني؛ إذ تضم البلاد العديد من الآبار الغنية باحتياطيات الخام، التي أسهمت لعقود في توفير إيرادات حيوية للحكومة.
ومع ذلك، شهد قطاع النفط في اليمن تراجعًا حادًا خلال الأعوام الأخيرة، نتيجة الصراعات الداخلية والهجمات المتكررة على البنية التحتية للطاقة؛ ما أثّر في الإنتاج والتصدير بشكل كبير.
ووفقًا لبيانات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، بدأت عمليات البحث عن النفط في اليمن منذ عام 1938، عندما قامت شركات أجنبية بأولى عمليات الاستكشاف، إلا أن الإنتاج الفعلي لم يبدأ إلا في منتصف الثمانينيات.
وعلى الرغم من أن اليمن لا يُعد منتجًا رئيسًا للنفط مقارنة بدول الخليج؛ فإنه يملك احتياطيات مؤكدة تُقدَّر بنحو 3 مليارات برميل، يتركّز معظمها في حقول رئيسة مثل المسيلة ومأرب والجوف.
وفي أوج إنتاجه، وصل إنتاج النفط اليمني إلى أكثر من 450 ألف برميل يوميًا عام 2002، لكنه شهد انخفاضًا حادًا منذ 2011 بسبب تدهور الوضع الأمني، حتى وصل إلى مستويات متدنية بلغت 81 ألف برميل يوميًا في 2022.
وتعكس هذه الأرقام تأثير الصراعات المستمرة، التي أدّت إلى توقف الإنتاج في العديد من أبرز حقول النفط في اليمن وتعطيل عمليات التصدير؛ ما فاقم الأزمات الاقتصادية التي تواجه البلاد.
أهم حقول النفط في اليمن
تُمثِّل الحقول الـ5 التالية أهم حقول النفط في اليمن:
1. حقل المسيلة: الأكبر في اليمن
- الموقع: محافظة شبوة، جنوب شرق اليمن.
- الاحتياطي: 500 مليون برميل.
- الإنتاج السابق: 100 ألف برميل يوميًا.
- تاريخ الاكتشاف: اكتُشف عام 1990، وبدأ الإنتاج في 1993.
ويُعد حقل المسيلة من أبرز حقول النفط في اليمن وأكثرها إنتاجًا، كما يشكل مصدرًا رئيسًا لإيرادات الحكومة؛ إذ يمثل قرابة 60% من الإنتاج اليومي للبلاد.
واستعاد حقل مسيلة النفطي التقليدي نحو 93.85% من إجمالي احتياطياته القابلة للاستخراج، وبلغ ذروة الإنتاج في عام 2002.
وبناءً على الافتراضات الاقتصادية، سيستمر الإنتاج حتى يصل الحقل إلى حده الاقتصادي في عام 2035.
2. حقل مأرب: البداية الحقيقية لإنتاج النفط
- الموقع: محافظة مأرب، شمال شرق اليمن.
- الاحتياطي: 400 مليون برميل.
- الإنتاج السابق: 70 ألف برميل يوميًا.
- تاريخ الاكتشاف: 1984، بدأ الإنتاج في 1986.
- الوضع الحالي: تراجع الإنتاج بسبب الأوضاع الأمنية.
ويُعد حقل مأرب من أقدم وأبرز حقول النفط في اليمن؛ إذ أسهم بشكل كبير في النهضة النفطية التي شهدتها البلاد خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، قبل أن يتراجع إنتاجه نتيجة النزاعات المسلحة.
3. حقل الجوف: موارد غير مستغلة بالكامل
- الموقع: محافظة الجوف، شمال اليمن.
- الاحتياطي: 300 مليون برميل.
- الإنتاج السابق: 30 ألف برميل يوميًا.
- تاريخ الاكتشاف: 1991، بدأ الإنتاج في 1995.
- الوضع الحالي: توقف الإنتاج بسبب الصراعات.
ويمتلك حقل الجوف احتياطيات كبيرة ويعد من أبرز حقول النفط في اليمن، لكن عدم الاستقرار في المنطقة حال دون استغلاله بشكل كامل، ما أثر سلبًا في القدرة الإنتاجية للبلاد.
4. حقل عطوف: من الحقول المتوسطة
- الموقع: محافظة حضرموت، شرق اليمن.
- الاحتياطي: 200 مليون برميل.
- الإنتاج السابق: 20 ألف برميل يوميًا.
- تاريخ الاكتشاف: 1993، بدأ الإنتاج في 1997.
- الوضع الحالي: يعمل بشكل محدود بسبب تراجع الاستثمارات النفطية.
5. حقل حلقوظ: من الحقول الصغيرة ولكن المهمة
- الموقع: محافظة حضرموت، شرق اليمن.
- الاحتياطي: 150 مليون برميل.
- الإنتاج السابق: 15 ألف برميل يوميًا.
- تاريخ الاكتشاف: 1997، بدأ الإنتاج في 2001.
- الوضع الحالي: تأثر الإنتاج بسبب توقف بعض العمليات التشغيلية.
احتياطيات النفط في اليمن
وفقًا لبيانات معهد الطاقة البريطاني، قفزت احتياطيات النفط في اليمن من 500 مليون برميل عام 1985 إلى 3 مليارات برميل في 2004، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ويستعرض الرسم البياني التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، احتياطيات النفط المؤكدة في اليمن منذ عام 1985 حتى عام 2022:
ومع ذلك؛ فإن الإنتاج شهد تقلبات حادة؛ إذ ارتفع من 10 آلاف برميل يوميًا عام 1986 إلى 457 ألف برميل يوميًا في 2002، قبل أن يبدأ في التراجع تدريجيًا وصولًا إلى 81 ألف برميل يوميًا في 2022.
أحد الأسباب الرئيسة لهذا الانخفاض هو الهجمات المتكررة على خطوط الأنابيب والبنى التحتية النفطية؛ إذ شهد عام 2013 وحده أكثر من 24 هجومًا استهدف أنابيب النفط والغاز، كما أدى غياب الاستثمارات الجديدة في القطاع، بسبب عدم الاستقرار الأمني، إلى نضوب بعض الحقول الرئيسة دون استكشاف بدائل كافية.
ويستعرض الرسم البياني التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، إنتاج النفط في اليمن منذ عام 1986 حتى 2022:
قطاع التكرير في اليمن
يمتلك اليمن مصفاتين رئيستين لتكرير النفط، هما:
- مصفاة عدن: أُنشئت عام 1954 بطاقة تكريرية تصل إلى 80 ألف برميل يوميًا، لكنها تأثرت بالأحداث السياسية وأعمال العنف.
- مصفاة مأرب: أُنشئت عام 1986 بطاقة تكريرية تبلغ 10 آلاف برميل يوميًا، وتواجه صعوبات تشغيلية بسبب نقص الإمدادات.
كما يُعد موقع اليمن الجغرافي عند مضيق باب المندب نقطة إستراتيجية في تجارة الطاقة، إذ يمر عبره أكثر من 3.8 مليون برميل من النفط يوميًا.
ومع ذلك، فإن عدم الاستقرار الأمني في المنطقة يؤثر في عمليات النقل البحري ويهدد استمرارية تصدير النفط، مثلما حدث إبان الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة.

مستقبل النفط في اليمن
على الرغم من التحديات؛ فإن اليمن لا يزال يمتلك إمكانات نفطية غير مستغلة، ولا سيما في المناطق البحرية، إلا أن أي استعادة لمستوى الإنتاج السابق ستعتمد على تحقيق استقرار أمني واستقطاب استثمارات جديدة في القطاع.
وفي ظل الوضع الحالي، تظل أبرز حقول النفط في اليمن قادرة على دعم الاقتصاد الوطني، لكن فقط في حال توافر بيئة تشغيلية مستقرة تسمح بإعادة تشغيل الحقول وتطوير البنى التحتية للقطاع.
وعلى ذلك، يبقى قطاع النفط في اليمن من أهم الموارد الاقتصادية، لكنه يواجه تحديات غير مسبوقة أدت إلى تراجع الإنتاج وتعطيل عمليات التصدير.
ومع استمرار النزاعات وعدم الاستقرار، يظل إمكان تعافي القطاع مرهونًا بتحقيق حلول سياسية وأمنية تضمن استئناف عمليات الاستكشاف والإنتاج في الحقول الرئيسة.
موضوعات متعلقة..
- الأزمات تهدد قطاع النفط والغاز في اليمن.. قد يصل للهاوية
- مستودعات النفط في اليمن ومحطات الكهرباء ضحية القصف الإسرائيلي (فيديو)
اقرأ أيضًا..
- روسيا تطور 8 مفاعلات نووية لإنعاش أسطول الممر البديل لقناة السويس
- بطاريات الجاذبية.. هل تكتب “شهادة وفاة” أنظمة الليثيوم أيون؟
- مشروعات تخزين الطاقة الكهرومائية بالضخ تهدّد بزوال بحيرة إسكتلندية (تقرير)
- قطر للطاقة تخفض سعر بيع خام الشاهين للشهر الثاني
المصادر..
- بيانات قطاع النفط في اليمن من موقع إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
- بيانات حقل المسيلة من منصة “أوفشور تكنولوجي”.