الحياد الكربوني في بريطانيا.. أهداف المحليات تتقدم زمنيًا على تطلعات الحكومة (تقرير)

تتميز أهداف الحياد الكربوني في بريطانيا لدى المجالس المحلية بأنها تتقدم زمنيًا على تطلعات الحكومة، وقد يصل الفارق بينهما إلى 20 عامًا.
وحددت مدينة إدنبرة هدفين طموحين لعام 2030، للوصول إلى إزالة الكربون في جميع عملياتها، وخفض 97% من الانبعاثات غير الناتجة عن أنشطة المجلس، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
في عام 2019، وبينما تغيّب عشرات الآلاف من الأطفال عن مدارسهم للمطالبة باتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ، استجابت المجالس المحلية لدعوتهم بثقة كبيرة.
وعلى الرغم من التزام الحكومة بالوصول إلى الحياد الكربوني في بريطانيا بحلول عام 2050، ذهبت المجالس المحلية إلى أبعد من ذلك، حيث يهدف العديد منها إلى إزالة الكربون من مناطقها بحلول عام 2030.
صعوبة تحقيق وعود الحياد الكربوني في بريطانيا
يدرك أعضاء المجالس المحلية، حاليًا، أن تحقيق وعود الحياد الكربوني في بريطانيا التي قطعوها قد يكون من الصعب الوفاء بها.
وقد أجّلت مدينة بيتربورو هدفها إلى عام 2040، وما تزال مدينة إكستر ملتزمة بتحقيق هدفها لعام 2030، لكنها ستحتاج إلى خفض انبعاثات الكربون أسرع بـ 7.4 مرة للوصول إلى المسار الصحيح، ولن تحقق حاليًا هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
ووفقًا لمسح نشرته رابطة الحكومات المحلية بالمملكة المتحدة (LGA) العام الماضي، فإن ثلثي المجالس غير واثقين من تحقيق أهداف الحياد الكربوني في بريطانيا، الخاصة بهم.

ويقول الكثيرون، إن الأموال الحكومية المخصصة لمساعدتهم على إزالة الكربون وتحقيق الحياد الكربوني في بريطانيا غير كافية، ويصعب الوصول إليها.
وكان مجلس إدنبرة من أكثر المجالس طموحًا في عام 2019، فقد حدد هدفين لعام 2030، بحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتحديثات القطاع.
المضخات الحرارية والمركبات الكهربائية
يتمثل أحد أهداف المجلس المحلي لمدينة إدنبرة بالوصول إلى الحياد الكربوني في جميع عملياتها الخاصة، واستبدال غلايات الغاز بالمضخات الحرارية، وسيارات البنزين بالمركبات الكهربائية، وما إلى ذلك، ثم تعويض أيّ انبعاثات كربونية متبقية.
وكان الهدف الآخر أكثر طموحًا، وتمثَّل في خفض انبعاثات إدنبرة، غير الناتجة عن أنشطة المجلس، بنسبة 97%.
وتوقّع المجلس أنه بحلول ذلك العام ستتحول المدينة إلى مكان “يحصل فيه المواطنون والشركات على التدفئة والطاقة النظيفة”، وأنه، بفضل زيادة مسارات الدراجات ووسائل النقل العام، “سيجد معظم المواطنين أنهم لم يعودوا بحاجة إلى سيارة”.
وأقرَّ المجلس بأنه لا يستطيع تحقيق هذا التحول بمفرده، لذا دعا سكان إدنبرة إلى القيام بدورهم من خلال استبدال السيارات الكهربائية بسياراتهم التي تعمل بالبنزين، ووسائل النقل العام.
ويكافح مجلس إدنبرة لتشجيع السكان على تركيب مضخات حرارية في منازلهم.

تباطؤ خفض الانبعاثات
بعد 6 سنوات، لا تسير الأمور حسبما هو مخطط لها، ولكن مجلس إدنبرة البلدي لا يخفض انبعاثاته بالسرعة التي كان يأملها.
وعلى الرغم من أن ركوب الدراجات يتزايد، وتمّ تركيب خط “ترام” جديد ومنطقة منخفضة الانبعاثات، فإن سكان إدنبرة لم يختاروا بشكل جماعي التقنيات النظيفة مثل السيارات الكهربائية والمضخات الحرارية.
وللبقاء على المسار الصحيح نحو الحياد الكربوني في بريطانيا في جميع عملياته بحلول عام 2030، احتاج المجلس إلى خفض انبعاثاته بنسبة 20% في العام المنتهي في مارس/آذار 2024.
في المقابل، تُظهر الأرقام الصادرة في ديسمبر/كانون الأول الماضي أن انبعاثاته ارتفعت بنسبة 1.86%، ويُعزى ذلك إلى حدّ كبير إلى حرق المجلس لمزيد من الغاز في مبانيه، ولأن الكهرباء التي كان يستعملها أصبحت أقل خضرة، بسبب زيادة توليد محطات الكهرباء العاملة بالغاز.
ومن الصعب تقييم التقدم المُحرَز نحو الحياد الكربوني في جميع أنحاء إدنبرة، لأن أحدث بيانات الانبعاثات في المدينة تعود إلى 3 سنوات مضت.

وفي غياب بيانات حديثة، فإن أحد أفضل المؤشرات على وتيرة التحول الأخضر للمدينة هو معدل إدخال المضخات الحرارية.
وتُعدّ غلايات الغاز أكبر مصدر للانبعاثات في إدنبرة، حيث تمثّل خُمسَي بصمتها الكربونية، ويتصور المجلس استبدالها بمزيج من المضخات الحرارية وشبكات التدفئة المركزية.
بدوره، حدد المجلس 117 ألفًا و317 منزلًا هي الأنسب لمضخة حرارية، لكن في العام الماضي، سجّلت شركة إم سي إس البريطانية (MCS)، المُصدّقة على المضخات الحرارية، 210 تركيبات فقط، ويُقدّر المجلس أن 1252 منزلًا فقط لديها واحدة.
وأقرّ المجلس بأنه نظرًا لعدم إمكان إجبار مالكي العقارات الآخرين على التحول إلى استعمال المضخات الحرارية، فإن قدرته على تعزيز اعتمادها “محدودة للغاية”، وإن وتيرة تطبيقها ستعتمد إلى حدّ كبير على سياسات المناخ الوطنية.
وتهدف هذه السياسات إلى تحقيق الحياد الكربوني في إسكتلندا عام 2045، وفي بقية أنحاء المملكة المتحدة عام 2050، ولا تتوقع الحكومة انتشار المضخات الحرارية على نطاق واسع حتى عام 2030 على الأقل.
موضوعات متعلقة..
- الأصول العالقة أحدث ضحايا الحياد الكربوني في بريطانيا.. 141 مليار دولار خسائر
- الحياد الكربوني في بريطانيا.. كيف يؤثر في اتجاهات أسعار الكهرباء؟ (تقرير)
- الحياد الكربوني في بريطانيا يهدّد صناعة السيارات (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- معدن نادر في المغرب يتهافت عليه العالم يشهد صفقة استحواذ
- 6 مشروعات هيدروجين أخضر في المغرب تنطلق قريبًا باستثمارات 33 مليار دولار
- حرائق السيارات الكهربائية تسبّب السرطان.. و5 معادن في قفص الاتهام
المصادر..
- “المجالس المحلية حددت أهدافًا طموحة لتحقيق الحياد الكربوني في بريطانيا – لكن الأمر لم ينجح” من صحيفة التايمز البريطانية