توقعات أسعار النفط في ظل الحرب الإسرائيلية الإيرانية

اقرأ في هذا المقال
- ارتفاع سعر خام برنت إلى 74-75 دولارًا يعكس علاوة مخاطر تصل إلى 7 دولارات
- من المتوقع انخفاض علاوة المخاطر تدريجيًا ما بين 3 و5 دولارات
- من غير المرجّح انخفاض أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها السابقة 60-65 دولارًا
- استهداف إيران مضيق هرمز قد يدفع الأسعار إلى نطاق 90 و100 دولار
تتأرجح أسعار النفط العالمية على خيط رفيع من الترقب، وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وعودة تدريجية لتخفيضات الإنتاج الطوعية من 8 دول بتحالف أوبك+.
فقد أضافت الأسواق علاوة مخاطر إلى أسعار خام برنت، نتيجة الهجوم الذي شنّته إسرائيل يوم 13 يونيو/حزيران.
وارتفع سعر خام برنت إلى نطاق 74-75 دولارًا للبرميل، مقارنة بمستويات 68-69 دولارًا التي سادت قبل 13 يونيو/حزيران، ويمثّل ذلك قفزة في علاوة المخاطر تُقدَّر بين 5 و7 دولارات للبرميل.
وقفز خام برنت 7% إلى 74.23 دولارًا بنهاية جلسة الجمعة الماضية، قبل أن يتراجع 1.5% أمس الإثنين، منهيًا التعاملات عند 73.23 دولارًا للبرميل.
ومع ذلك، استبعد تقرير حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- وجود ردّ فعل إيراني واسع النطاق على الهجمات الإسرائيلية، وخفَّف ذلك من حدة المخاوف واحتمال تراجع تدريجي في علاوة المخاطر الحالية خلال الصيف.
وحتى الآن، طال الهجوم الإسرائيلي على إيران منشأة “نطنز” النووية، ومواقع إطلاق صواريخ باليستية، إلى جانب مساكن ومراكز قيادة تخصّ كبار القادة والعلماء الإيرانيين، كما استهدفت إسرائيل عدّة مواقع للنفط والغاز، بداية من خزانات الوقود المكرر قرب طهران، إلى اشتعال النيران بوحدة معالجة تابعة لحقل بارس الجنوبي.
في المقابل، طالت الضربات الإيرانية مواقع عميقة داخل إسرائيل، وأعلنت مجموعة بازان -المشغّلة لمصافي النفط في حيفا- توقُّف جميع منشآتها عن العمل بعد استهداف محطة لتوليد الكهرباء، فضلًا عن مجمع وزارة الدفاع الإسرائيلية (الكرياه).
توقعات أسعار النفط
حول توقعات أسعار النفط، أوضح التقرير الصادر عن شركة الأبحاث وود ماكنزي أنه في ظل المؤشرات على أن الرد الإيراني سيكون محدود الأثر، فقد يؤدي ذلك إلى تراجع تدريجي في علاوة المخاطر ما بين 3 و5 دولارات، خاصة مع عودة الإمدادات من دول أوبك+.
ورجَّح أن يتراجع خام برنت عن مستوياته الحالية، دون أن تنخفض الأسعار إلى مستوياتها المتدنية الأخيرة بين 60 و65 دولارًا للبرميل.
وتوقّع استقرار متوسط أسعار النفط في يوليو/تموز حول 70 إلى 71 دولارًا للبرميل، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وفي هذه الأثناء، ارتفع إنتاج أوبك+ النفطي خلال الشهر الماضي بنحو 180 ألف برميل يوميًا، ليصل إلى 41.230 مليونًا.
كما بدأت 8 دول من تحالف أوبك+، وهي السعودية والعراق والإمارات والكويت وقازاخستان والجزائر وعمان وروسيا، تنفيذ خطة تدريجية لإعادة ضخ 2.2 مليون برميل يوميًا إلى الأسواق منذ أبريل/نيسان 2025، بعد التخفيضات الطوعية التي بدأت في 2024، واستمرت حتى نهاية مارس/آذار من هذا العام.
ويمثّل شهر مايو/أيار 2025 بداية تنفيذ سقف زيادة الإنتاج بواقع 411 ألف برميل يوميًا شهريًا، وهي وتيرة من المقرر استمرارها خلال يونيو/حزيران ويوليو/تموز.
وخلال الشهر الماضي، سجلت الدول الثماني زيادة في الإنتاج 152 ألف برميل يوميًا، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ووفقًا لذلك، توقع التقرير أن تشهد سوق النفط تخمة في المعروض خلال الربع الرابع من العام الجاري، بعد شح في الإمدادات خلال الصيف.
بالإضافة إلى ذلك، أشار إلى احتمال ارتفاع معدلات التكرير العالمية من مايو/أيار حتى يوليو/تموز، وسيدعم ذلك أسعار النفط خلال الربع الثالث.
سيناريو أسعار النفط الأكثر تشاؤمًا
في الوقت نفسه، أشار التقرير إلى سيناريو أكثر تشاؤمًا بخصوص توقعات أسعار النفط، قد يؤدي إلى ارتفاعها فوق 100 دولار، ويتمثل في استهداف إيران حركة الشحن بمضيق هرمز، الذي يعبر من خلاله نحو 20% من إمدادات النفط العالمية.
وأظهر التقرير أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى اضطراب الإمدادات، ودفع أسعار النفط إلى الارتفاع نحو مستويات تتراوح بين 90 و100 دولار للبرميل.
فالعديد من الدول، وفي مقدّمتها السعودية والعراق والإمارات والكويت وقطر، تعتمد على مضيق هرمز لنقل الصادرات، إذ يعبر من خلاله نحو 20 مليون برميل من النفط الخام والمكثفات والمنتجات المكررة، فضلًا عن شحنات تصل إلى 11 مليار قدم مكعبة يوميًا من الغاز المسال.
وتوضح الخريطة التالية -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- مواقع المضائق والممرات المائية في منطقة الشرق الأوسط:
بالإضافة إلى ذلك، قد يعمّق هذا السيناريو عزلة طهران، ويضرّ بعلاقتها مع الرياض، في وقت ألمحت فيه الولايات المتحدة إلى أن القدوم على هذه الخطوة سيقابَل بردّ أميركي، لذا من المستبعد أن يحدث هذا الإجراء.
وسبق أن توقَّع مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، الدكتور أنس الحجي، تراجُع أسعار النفط قريبًا، لا سيما أن أساسيات السوق لم تتغير، مع وفرة المعروض، وبلوغ مخزونات النفط الخام في الصين مستوى قياسيًا، إلى جانب الإمدادات من 8 دول في تحالف أوبك+، وهذا ما حدث بالفعل أمس الإثنين.
أمّا مخاوف تعطيل حركة الناقلات عبر مضيق هرمز، فقد بدّدها الحجي بمجموعة من الحقائق، في مقدمتها أن أغلب المضيق يقع في الجانب العماني، ويصعب على إيران غلقه بسبب عرضه الكبير ووجود قوات بحرية أميركية وبريطانية وهندية، فضلًا عن اعتماد طهران عليه.
وحاليًا، تنتج إيران 3.3 مليون برميل يوميًا، وبلغت صادراتها من النفط الخام المنقول بحرًا 1.55 مليون برميل يوميًا في العام الماضي، قبل أن ترتفع إلى 1.65 مليونًا في الأشهر الـ5 الأولى من العام الجاري، وفق بيانات وحدة أبحاث الطاقة.
وتأتي هذه التطورات في ظل جمود المحادثات النووية بين واشنطن وطهران، وإعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 12 يونيو/حزيران أن إيران غير ملتزمة باتفاق حظر الانتشار النووي لأول مرة منذ 20 عامًا.
موضوعات متعلقة..
- مواقع النفط والغاز في إيران تحت القصف الإسرائيلي (تقرير)
- حريق في حقل بارس الجنوبي الإيراني إثر هجوم إسرائيلي
- تأثير هجمات إسرائيل على إيران.. هل ترتفع أسعار النفط لـ100 دولار؟
اقرأ أيضًا..
- أوبك تثبت توقعات الطلب على النفط في 2025 و2026.. ماذا عن المعروض؟
- ناقلات الغاز والنفط تشهد تحركات جديدة تدعم أسطول دولتين عربيتين
- إنتاج أوبك+ النفطي في مايو يرتفع 180 ألف برميل يوميًا بقيادة السعودية
المصدر..