الطاقة النووية في إيران.. حقيقة نجاة “يورانيوم” منشأة فوردو من هجمات أميركا

أثارت الضربات الجوية الأميركية، الليلة الماضية، تساؤلات واسعة بشأن مستقبل الطاقة النووية في إيران، بعدما استهدفت منشآت رئيسة، من بينها موقع فوردو شديد التحصين.
وبينما تحدثت واشنطن عن نجاح “مدوٍّ” في تدمير المنشآت النووية، سارعت طهران لنفي تعرُّضها لأضرار كبيرة، مؤكدةً أنها اتخذت تدابير وقائية مسبقة.
ووفقًا لتقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، شاركت في الضربات قاذفات من طراز بي-2، إضافة إلى إطلاق 30 صاروخ توماهوك، في حين استُعملت 6 قنابل خارقة للتحصينات ضد منشأة فوردو تحت الأرض.
وجاءت الهجمات الأميركية على منشآت الطاقة النووية في إيران، في الساعات الأولى من اليوم الأحد 22 يونيو/حزيران 2025، عقب تصعيد متواصل أعقب هجومًا إسرائيليًا على مواقع إيرانية حسّاسة.
ورغم النبرة التصعيدية لخطابات المسؤولين الأميركيين، فإن الرواية الإيرانية حملت تأكيدات بنقل المواد الحسّاسة قبل الضربات، وتحديدًا احتياطيات اليورانيوم المخصب.
في المقابل، لم تخلُ الرواية الأميركية من استعراض قوة، عبر تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترمب، وبيانات إعلامية من مسؤولين دفاعيين بارزين.
أمّا على الأرض، فقد شهدت مناطق إيرانية تحركات جوية وانفجارات، وسط تضارب في التفاصيل بشأن نتائجها المباشرة.
هجمات على منشآت الطاقة النووية في إيران
قال ترمب، إن الضربات الجوّية دمّرت 3 مواقع نووية أساسية في إيران: فوردو، ونطنز، وأصفهان.
وأضاف أن إيران “إمّا أن تختار السلام أو تواجه المأساة”، مشيرًا إلى وجود أهداف إضافية جاهزة للاستهداف إذا لم تستجب طهران للمطالب الأميركية.
وأوضح ترمب أن قنابل خارقة للتحصينات استهدفت منشأة فوردو تحديدًا، مؤكّدًا في تغريدة لاحقة على منصته “تروث سوشيال” أن “فوردو قد اختفت”.
هذا التوصيف لم تؤكده جهات مستقلة، في وقت التزمت فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية الحذر، وأكدت عدم رصد أيّ زيادة في مستويات الإشعاع خارج الموقع.
منشأة فوردو النووية
جاءت الرواية الإيرانية مغايرة تمامًا لما أعلنته واشنطن، إذ أكّد النائب عن مدينة قم الإيرانية القريبة من المنشأة، محمد منان رئيسي، أن “فوردو” لم تتعرض لأضرار كبيرة.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن مسؤولين قولهم، إن جزءًا من الموقع استُهدف بضربات، لكنها لم تكن فعّالة.
كما أوضح نائب رئيس الشؤون السياسية في هيئة الإذاعة والتلفزيون، حسن عابديني، أن المواقع النووية الثلاثة قد أُخليت من المواد الحسّاسة قبل الهجوم، مضيفًا أن اليورانيوم المخصب نُقل مسبقًا إلى أماكن آمنة.
وقد دعم هذا التصريح ما أفادت به الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن مستويات الإشعاع لم تتغيّر بعد الضربات، ما يعزّز فرضية سلامة المخزون النووي من التسرّب أو الضرر المباشر.

الرد الإيراني على الهجمات
قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن ما حدث يمثّل انتهاكًا خطيرًا” لميثاق الأمم المتحدة ومعاهدة حظر الانتشار النووي، مضيفًا أن “إيران تحتفظ بجميع الخيارات للدفاع عن سيادتها ومصالحها”.
في المقابل، أكدت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن طهران لن توقف تطوير “صناعتها النووية الوطنية”، بينما بثّ التلفزيون الإيراني تصريحات لمعلّقين وصفوا الجنود الأميركيين في المنطقة بأنهم “أهداف مشروعة” في حال استمرار التصعيد.
الموقف الإسرائيلي
كانت الأزمة الحالية قد تفجّرت عقب غارات إسرائيلية على مواقع نووية وعسكرية إيرانية في 13 يونيو/حزيران، ما دفع طهران إلى الردّ بصواريخ استهدفت مناطق في وسط إسرائيل وشمالها، وتوسّعت الهجمات المتبادلة لاحقًا لتطال منشآت نفطية.
وأكدت وزارة الصحة الإسرائيلية، اليوم الأحد، إصابة 86 شخصًا، بينما أظهرت لقطات مصوّرة من تل أبيب وحيفا حجم الدمار الذي طال منازل ومركبات في عدّة شوارع، مع انتشار فرق الإنقاذ بين الأنقاض.
الرئيس الأميركي دونالد ترمب – الصورة من سي إن إن
مستقبل الطاقة النووية في إيران.. إلى أين؟
تفتح هذه التطورات بابًا واسعًا أمام التساؤل حول مستقبل الطاقة النووية في إيران، لا سيما في ظل استمرار الضغوط الغربية، والتلويح بخيارات عسكرية متكررة.
ومع نفي طهران تعرُّض منشآتها لأضرار مؤثّرة، وتأكيدها استمرار البرنامج النووي، يتّضح أن النزاع ما زال بعيدًا عن التسوية.
أمّا مصير اليورانيوم المخصب في فوردو، فما يزال غامضًا رغم الروايات الرسمية، ليبقى هذا الملف مصدرًا دائمًا للتوتر الجيوسياسي في المنطقة.
موضوعات متعلقة..
- خبير: خطط الطاقة النووية في إيران طموحة.. وهذه تطورات البرنامج السعودي (صوت)
- الطاقة النووية في إيران.. المفاعلات المصنعة محليًا كلمة سر مرحلة التطوير الثالثة (مقال)
اقرأ أيضًا..
- الطاقة الشمسية في أفريقيا.. مسؤول يكشف عن خطط الجزائر لاحتلال الصدارة
- تحديد هدف السيارات الكهربائية في باكستان بـ30% بحلول 2030.. والشركات ترد: صعب (تقرير)
- بريطانيا تحاصر انبعاثات النفط والغاز في بحر الشمال بقيود جديدة
- صناعة المضخات الحرارية في أوروبا تعاني نقص الدعم
المصدر: