تلقّى قطاع الكهرباء في سوريا دعمًا من البنك الدولي، في خطوة من شأنها حلحلة أزمات أحد أهم القطاعات الحيوية، وإنعاش الاقتصاد، وبث روح الأمل في البلاد التي أنهكتها الصراعات طيلة 14 عامًا.
ووافق مجلس المدراء التنفيذيين للبنك الدولي -وفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- على منحة بقيمة 146 مليون دولار لمساعدة سوريا في استعادة إمدادات كهرباء موثوقة، وبأسعار ميسورة، ودعم التعافي الاقتصادي للبلاد.
ويهدف المشروع الطارئ لدعم قطاع الكهرباء في سوريا إلى إعادة تأهيل خطوط النقل والمحطات الفرعية للمحولات الكهربائية المتضررة، وتقديم المساعدة الفنية لدعم تطوير القطاع وبناء قدرات المؤسسات، وإعادة تأهيل شبكة خطوط النقل المتهالكة.
أدّت سنوات الصراع إلى شلل في شبكة الكهرباء في سوريا، مما أدى إلى خفض إمدادات التيار لمدة ساعتين إلى 4 ساعات يوميًا فقط، بالإضافة إلى إلحاق الضرر بقطاعات حيوية مثل المياه، والرعاية الصحية، والأغذية الزراعية، والإسكان.
المشروع الطارئ للكهرباء في سوريا
سيموّل المشروع الطارئ للكهرباء في سوريا -المموَّل من من المؤسسة الدولية للتنمية (IDA)- إعادة تأهيل خطوط نقل الجهد العالي، ويشمل ذلك خطَّي جهد عالٍ رئيسين للربط الكهربائي بطاقة 400 كيلوفولت كانا قد تضرّرا خلال سنوات الصراع، وهو ما قد يؤدي لمعاودة الربط الإقليمي مع الأردن وتركيا.
كما سيعمل المشروع على إصلاح المحطات الفرعية لمحولات الجهد العالي المتضررة بالقرب من مراكز الطلب في المناطق الأشد تضررًا التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين العائدين والنازحين داخليًا، فضلًا عن توفير قطع الغيار ومعدّات الصيانة اللازمة.
وسيوفر مشروع دعم قطاع الكهرباء في سوريا مساعدة فنية في إعداد الإستراتيجيات الرئيسة للقطاع، والإصلاحات على مستوى السياسات واللوائح التنظيمية، وخطط الاستثمار لتحقيق الاستدامة على المديين المتوسط والطويل.
كما سيوفر المشروع الدعم لبناء قدرات مؤسسات قطاع الكهرباء لتنفيذ هذه الإستراتيجيات والإصلاحات.
ويعاني قطاع الكهرباء في سوريا منذ زمن من صعوبات في تلبية الطلب، خصوصًا خلال السنوات الـ5 الماضية، مما أدى إلى انعدام الأمن الطاقي لشرائح واسعة من السكان والقطاعات الاقتصادية.
وتعاني البنية التحتية لنقل وتوزيع الكهرباء في سوريا من قدر هائل من الخسائر والهدر، وتحتاج إلى الترميم والتحديث على وجه السرعة، وفق بيان البنك الدولي.
وفي العديد من المناطق، دُمِّرت محطات فرعية رئيسة أو تُركَت في حالة متردّية جدًا، مما أسهم في خسائر فنية كبيرة.
وأدى النقص في الصيانة وقطع الغيار والاستثمارات إلى تفاقم هذا التدهور، مما جعل جزءًا كبيرًا من الشبكة الأساسية غير موثوق به وعرضة لانقطاعات متكررة.
إعمار سوريا
قال المدير الإقليمي لدائرة الشرق الأوسط في البنك الدولي جان كريستوف كاريه: “من بين احتياجات إعادة الإعمار الملحّة في سوريا، برزت إعادة تأهيل قطاع الكهرباء بصفته استثمارًا حيويًا لتحسين الظروف المعيشية للشعب السوري، ودعم عودة اللاجئين والنازحين داخليًا، فضلًا عن تمكين استئناف خدمات أخرى مثل خدمات المياه والرعاية الصحية للسكان، والمساعدة في دفع عجلة التعافي الاقتصادي”.
وأضاف: “يمثّل المشروع الخطوة الأولى في خطة زيادة دعم البنك الدولي لسوريا في مسيرتها نحو التعافي والتنمية”.
من جانبه، قال وزير المالية السوري يسر برنية: “إن الاستثمار في قطاع الكهرباء في سوريا يعدّ أساسيًا لتحقيق التقدم الاقتصادي، وتوفير الخدمات، وتحسين سبل العيش”.
وأضاف: ” المشروع هو الأول للبنك الدولي في سوريا منذ نحو 4 عقود، ونأمل أن يُمهّد الطريق لبرنامج دعم شامل لمساعدة سوريا على المضي قدمًا في طريقها نحو التعافي والتنمية طويلة الأمد”.
وستتولى المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء تنفيذ المشروع، وستكمّل أنشطة المشروع جهود إعادة الإعمار بقطاع الكهرباء في سوريا، بما في ذلك أنشطة المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء الهادفة لإعادة تأهيل البنية التحتية للتوزيع، فضلًا عن دعم شركاء التنمية لتوفير إمدادات الوقود وإعادة تأهيل توليد الكهرباء.
وسيجري التعاقد مع شركة استشارية دولية لتقوم بدور المهندس المالك للمؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء، لتقديم الدعم الأساسي في إدارة المشروع، والأعمال الهندسية، والإشراف على الموقع، والدعم البيئي والاجتماعي والصحي، فضلًا عن دعم أنشطة السلامة والإدارة المالية طوال مدة تنفيذ المشروع، وذلك وفق معايير البنك الدولي.
وسيكلّف البنك الدولي طرفًا ثالثً بمتابعة تنفيذ المشروع بهدف تعزيز الرقابة على الجوانب المالية والتعاقدية، والبيئية والاجتماعية، كما سيقدم دعمًا عمليًا موسعًا بهدف تعزيز القدرة على تنفيذ المشروع.
موضوعات متعلقة..
- تطور قطاع الكهرباء في سوريا.. خط زمني من النهضة إلى الدمار
- إنتاج الكهرباء في سوريا والعراق ولبنان.. أرقام تكشف حقائق صادمة (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- الطاقة المتجددة في مصر تدعم شبكة الكهرباء بـ2000 ميغاواط.. قريبًا
- كشف رقم جديد لاحتياطيات حقل نفط في سلطنة عمان
- 4 سيناريوهات لفائض الغاز الروسي في ظل تراجع الطلب الأوروبي
