أول إعادة تدوير للميثان المنبعث من السفن العاملة بالغاز المسال في العالم

admin منذ يومين

0 5 3 دقائق

أول-إعادة-تدوير-للميثان-المنبعث-من-السفن-العاملة-بالغاز-المسال-في-العالم

نُفِّذ أول مشروع لإعادة تدوير للميثان المنبعث من السفن العاملة بالغاز المسال قيد البناء في العالم، إذ يستهدف إعادة تدوير الغاز المتبخر في الجو خلال بناء السفن “الخضراء” وإعادة استعماله وقودًا، وفق متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتولّت شركة إتش دي هيونداي (HD Hyundai) الكورية الجنوبية تنفيذ المشروع التجريبي بنجاح، في إطار خطط تستهدف خفض انبعاثات غازات الدفيئة في مرحلة بناء السفن العاملة بالغاز الطبيعي المسال، ضمن خطة وطنية تنفّذها وزارة التجارة والصناعة والطاقة في كوريا الجنوبية.

وخلال مرحلة تشغيل السفن العاملة بالغاز المسال، يتبخر الغاز الطبيعي المسال المشحون في خزان الوقود بصورة طبيعية، ويتسبّب بزيادة الضغط في الخزان.

وعلى الرغم من أن السفن العاملة قادرة على استعادة الغاز المتبخر واستعماله وقودًا، تحتاج السفن قيد البناء إلى تنفيس دوري في الجو؛ كي تتمكن من إدارة الضغط في خزان الوقود.

وكانت شركة إتش دي كوريا شبيلدينغ أند أوفشور إنجنيرنغ (HD Korea Shipbuilding & Offshore Engineering) الكورية الجنوبية أول من استحدثت مفهوم إعادة تدوير الغاز المنبعث من السفن العاملة بالغاز المسال، وإعادة استعماله وقودًا، قبل أن تأتي مواطنتها “إتش دي هيونداي للصناعات الثقيلة”، وتحوّله إلى واقع.

والغاز المتبخر (المنبعث) من السفن العاملة بالغاز الطبيعي المسال هو الميثان، الذي يعدّ أحد أخطر غازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري على الإطلاق، ويُعتقَد أنه مسؤول عن قرابة 30% من الاحترار العالمي منذ الثورة الصناعية.

إعادة تدوير مفيد

تتيح عملية إعادة تدوير الميثان المنبعث من السفن العاملة بالغاز المسال إمكان التخلص من كميات ضخمة من انبعاثات الميثان التي قد تنطلق في الغلاف الجوي، وتزيد درجات حرارة كوكب الأرض.

وأعلنت شركة إتش دي هيونداي، ومواطنتها جمعية كوريا ريجستر (Korean Register)، إنجاز ما تزعمان أنه أول عرض توضيحي لتقنية إعادة تدوير الغاز المتصاعد من السفن العاملة بالغاز الطبيعي المسال قيد البناء لأول مرة في العالم.

و”كوريا ريجستر” هي جمعية تصنيف غير ربحية تأسّست في كوريا الجنوبية عام 1960، وتختص بتقديم خدمات التحقق والتصديق للسفن والهياكل البحرية من حيث التصميم والبناء والصيانة.

وقُدِّم العرض التوضيحي للتقنية الجديدة في أعقاب تصوّر مبدئي من شركة إتش دي كوريا شبيلدينغ أند أوفشور إنجنيرنغ، وتطوير نظام معالجة الغاز المتبخر من السفن، على يد إتش دي هيونداي للصناعات الثقيلة، وشركة دونغ هوا إنتيك (DongHwa Entec).

وأنجزت كوريا ريجستر والسجل الليبيري (The Liberian Registry) عملية التحقق من تصميم تقنية إعادة تدوير الغاز المنبعث، وتصنيعها وتشغيلها.

ويُعدّ السجل الليبيري أكثر سجلات السفن إبداعًا في العالم، ويلتزم تمامًا بسلامة الشحن البحري، والمعايير البيئية، وجودة الخدمات.

ويتوقع الشركاء أن تتمكن تقنية إعادة تدوير الغاز المنبعث من السفن العاملة بالغاز المسال المطورة بصورة كاملة، من استعادة أكثر من 50 طنًا من الغاز المتبخر لكل سفينة عاملة بالغاز الطبيعي المسال قيد البناء، ودعم الامتثال للوائح البيئية المطبّقة في المواني، بما في ذلك استعمال الطاقة البحرية البديلة على نطاق واسع.

والطاقة البحرية البديلة -واختصارها إيه إم بي (AMP)- هي شكل من أشكال الطاقة المتجددة التي تستغِل الموارد البحرية مثل الأمواج، وتيارات المد والجزر، والطاقة الحرارية للمحيطات، لتوليد الكهرباء النظيفة.

سفينة عاملة بالغاز المسال – الصورة من offshore-energy

مشروع تجريبي

وفق تقارير سابقة، قررت شركة “إتش دي هيونداي” تنفيذ المشروع التجريبي في شهر أبريل/نيسان الماضي لاستعادة الغاز المنبعث من سفن الحاويات العاملة بالغاز المسال سعة 7 آلاف و900 حاوية نمطية، قيد البناء حاليًا، واستعماله مصدر وقود في مواقع العمل التابعة لها.

ويُعدّ خفض انبعاثات غازات الدفيئة في أثناء عملية بناء السفن العاملة بالغاز المسال جزءًا من مهمة وطنية نفّذتها وزارة التجارة والصناعة والطاقة الكورية الجنوبية في عام 2023، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ونتيجة لانعدام القوانين والمعايير ذات الصلة المنظمة لاستهلاك الغاز المتبخر بقانون شركات الغاز في كوريا الجنوبية، تقدّمت “إتش دي هيونداي للصناعات الثقيلة” بطلب للحصول على ترخيص من وزارة التجارة والصناعة والطاقة الكورية الجنوبية من أجل تنفيذ هذا المشروع، وحصلت على موافقة مشروطة في 23 أكتوبر/تشرين الأول (2024).

ومن المقرر انتهاء مدة المشروع التجريبي في 30 مارس/آذار (2027).

موضوعات متعلقة..