عاجل

الطلب على تكييف الهواء يرفع انبعاثات قطاع الكهرباء في الولايات المتحدة (تقرير)

اقرأ في هذا المقال

  • الأشهر الـ5 الأولى من عام 2025 شهدت ارتفاع انبعاثات قطاع الكهرباء في الولايات المتحدة
  • الولايات المتحدة الأميركية تشهد فترتَي ذروة مُحددتَين لاستعمال الكهرباء سنويًا
  • لأكثر من عقد من الزمان تجاوز استعمال الكهرباء خلال الصيف احتياجات الشتاء
  • وحدات تكييف الهواء تتطلّب كميات أكبر من الكهرباء مقارنةً بأنظمة التدفئة

أدى ارتفاع الطلب على تكييف الهواء صيفًا والتدفئة شتاءً إلى بلوغ انبعاثات قطاع الكهرباء في الولايات المتحدة أعلى مستوياتها خلال 3 سنوات.

ويرجّح محللون أن تزداد الانبعاثات خلال أشهر الصيف الذروة؛ إذ يدفع الاستعمال المتزايد لأنظمة تكييف الهواء إلى زيادة توليد الكهرباء من المحطات العاملة بالفحم والغاز الطبيعي، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وخلال الأشهر الـ5 الأولى من عام 2025، ارتفعت انبعاثات قطاع الكهرباء في الولايات المتحدة، بسبب حرق الوقود الأحفوري بنسبة 5%؛ لتصل إلى نحو 640 مليون طن متري، وفقًا لبيانات مركز إمبر لأبحاث الطاقة (Ember).

ويرجع ارتفاع الانبعاثات، الذي بلغ نحو 32 مليون طن، مقارنةً بالأشهر نفسها من العام الماضي، بصفة رئيسة إلى زيادة استعمال الفحم في مزيج توليد الكهرباء في الولايات المتحدة؛ إذ خفّضت شركات الطاقة حتى الآن استعمال الغاز الطبيعي مقارنةً بالعام الماضي بعد ارتفاع أسعار الغاز.

الطلب على تكييف الهواء يدفع إلى الفحم

بدأت شركات الطاقة زيادة توليد الكهرباء من الفحم والغاز لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء من المنازل والشركات المرتبطة بزيادة استعمال مكيفات الهواء.

وستؤدي هذه الاتجاهات المرتفعة في توليد الكهرباء إلى زيادة إجمالي تلوث قطاع الكهرباء، حتى مع وصول إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة النظيفة، مثل مزارع الطاقة الشمسية، إلى مستويات قياسية.

محطة جون إي. آموس الكهربائية العاملة بالفحم في بلدة بوكا بولاية فرجينيا الغربية
محطة جون إي آموس الكهربائية العاملة بالفحم في بلدة بوكا بولاية فرجينيا الغربية – الصورة من بلومبرغ

وخلال النصف الأول من عام 2024، ارتفع توليد الكهرباء بالفحم في الولايات المتحدة بنسبة 14%، مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2024 ليصل إلى 14.9 مليون ميغاواط/ساعة، وفقًا لبيانات مجموعة بورصة لندن (LSEG).

وكان الدافع الرئيس وراء ارتفاع استعمال الفحم هو الزيادة الحادة في سعر الغاز الطبيعي خلال الربع الأول من العام؛ ما فرض ضغوطًا جديدة على شركات المرافق العامة، وحفّز زيادة استعمال الفحم الأرخص ثمنًا في مزيج توليد الكهرباء.

وبلغ متوسط ​​العقود الآجلة للغاز الطبيعي في مؤشر هنري هب -وهو السعر المرجعي الرئيس للغاز الطبيعي في الولايات المتحدة- نحو 3.53 دولارًا أميركيًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية حتى الآن هذا العام، وفقًا لبيانات مجموعة بورصة لندن.

ويُقارن ذلك بمتوسط ​​2.15 دولارًا أميركيًا لكل وحدة حرارية بريطانية خلال النصف الأول من عام 2024.

ونتيجةً لهذه الزيادة التي تجاوزت 60% في تكاليف الغاز، انخفض إنتاج الكهرباء بالغاز خلال المدة من يناير/كانون الثاني إلى يونيو/حزيران بنسبة 4.2%، ليصل إلى 31.8 مليون ميغاواط/ساعة، وفقًا لمجموعة بورصة لندن.

وحتى الآن في عام 2025، ارتفع توليد الكهرباء بالوقود الأحفوري بنسبة 1% (بسبب زيادة بنسبة 14% في كهرباء الفحم)، وارتفع الإنتاج النظيف بنسبة 3%، مقارنةً بزيادة بنسبة 34% في الطاقة الشمسية.

وكان لارتفاع نسبة الفحم ضمن مزيج توليد الكهرباء في الولايات المتحدة تأثير كبير في إجمالي الانبعاثات.

انبعاثات محطات الكهرباء العاملة بالفحم

تُصدر محطات الكهرباء العاملة بالفحم ما يقرب من 950 ألف طن متري من ثاني أكسيد الكربون لكل تيراواط/ساعة من إنتاج الكهرباء، وفقًا لمركز إمبر لأبحاث الطاقة.

ويُقارن ذلك بنحو 540 ألف طن متري من ثاني أكسيد الكربون لكل تيراواط/ساعة من محطات الكهرباء العاملة بالغاز.

وهذا يُفسّر سبب ارتفاع انبعاثات الوقود الأحفوري الإجمالية بصفة حادة مقارنةً بإنتاج الكهرباء بالوقود الأحفوري حتى الآن هذا العام.

محطة كهرباء تعمل بالغاز الطبيعي في مدينة بيتسبرغ بولاية كاليفورنيا
محطة كهرباء تعمل بالغاز الطبيعي في مدينة بيتسبرغ بولاية كاليفورنيا – الصورة من بلومبرغ

وقت الذروة

تشهد الولايات المتحدة الأميركية وقتَي ذروة مُحددَيْن لاستعمال الكهرباء سنويًا؛ للتدفئة خلال الشتاء، وللتبريد خلال الصيف.

ولأكثر من عقد من الزمان، تجاوز استعمال الكهرباء خلال الصيف احتياجات الشتاء، فقد تتطلّب وحدات تكييف الهواء كميات أكبر من الكهرباء مقارنةً بأنظمة التدفئة.

وارتفع التلوث الناتج عن توليد الكهرباء بالفحم بنسبة 20% من يناير/كانون الثاني إلى مايو/أيار الماضيين مقارنةً بالعام الماضي، في حين انخفض التلوث الناتج عن توليد الكهرباء بالغاز بنسبة 4%، حسب تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ويبدو أن هذا التوجه سيستمر هذا العام بعد أن ضربت موجات حر قياسية عدة مناطق في الولايات المتحدة خلال النصف الثاني من شهر يونيو/حزيران الماضي، ومن المتوقع أن تشهد مزيدًا من موجات الحر خلال يوليو/تموز وأغسطس/آب وحتى سبتمبر/أيلول.

ولمواجهة الزيادة الناتجة في استعمال الكهرباء، ستحتاج شركات المرافق إلى إنتاج كهرباء أكبر من جميع مصادر الإنتاج، خصوصًا من الوقود الأحفوري، وهو ضروري لتلبية الجزء الأكبر من استعمال النظام ليلًا عند توقف توليد الكهرباء الشمسية.

ومع بقاء أسعار الغاز أعلى بكثير من مستوياتها قبل عام، ستواصل معظم أنظمة توليد الكهرباء إعطاء الأولوية لزيادة الإنتاج بالفحم الأرخص نسبيًا بدلًا من الغاز الأكثر تكلفة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

“ارتفاع تلوث قطاع الكهرباء في الولايات المتحدة نتيجةً لزيادة استعمال الفحم،” من وكالة رويترز

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى