عاجل

حزام أورينوكو النفطي في فنزويلا.. 300 مليار برميل في 4 حقول عملاقة

يمثّل حزام أورينوكو النفطي، الحصان الأسود لقطاع النفط العالمي، إذ إنه أحد أهم الاكتشافات المحقّقة في فنزويلا والعالم على مدى الأعوام الـ50 الماضية، بفضل احتياطيّاته الضخمة من النفط الخام الثقيل فوق وجه الأرض.

وبحسب بيانات حقول النفط والغاز العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن المنطقة النفطية العملاقة المكتشفة في فنزويلا خلال القرن الماضي، جعلت كاراكاس من أكبر الدول المالكة للاحتياطيات والمنتجة للنفط الخام والمصدرة أيضًا.

وجعل حزام أورينوكو النفطي فنزويلا لاعبًا رئيسًا في سوق الطاقة العالمية، على الرغم من أن النفط الثقيل الموجود في هذه المنطقة يحتاج إلى تقنيات متطورة لاستخراجه وتكريره، إذ إن أهميته الاقتصادية والإستراتيجية تجعلان منه موردًا بالغ الأهمية لكل دول العالم.

وعلى مدى أكثر من 100 عام، شهد حزام أورينوكو النفطي تطورات كبيرة، بدءًا من اكتشافه إلى دخول شركات عالمية في عمليات استكشافه وتطويره، في ظل تقلبات سياسية واجتماعية واقتصادية مرت بها فنزويلا، لم تجعلها تتراجع عن استغلاله.

وللاطّلاع على الملف الخاص بحقول النفط والغاز لدى منصة الطاقة المتخصصة، يمكنكم المتابعة عبر الضغط (هنا)، إذ يتضمّن معلومات وبيانات حصرية تغطّي قطاعات الاستكشاف والإنتاج والاحتياطيات.

تاريخ اكتشاف حزام أورينوكو النفطي

في مطلع القرن الـ20، وتحديدًا في عام 1906، بدأت جهود الاستكشاف في منطقة حزام أورينوكو النفطي، وبالفعل تمّ التوصل إلى كميات تجارية، ولكن طبيعة النفط المكتشفة هناك، وهو من النوع الثقيل اللزج، حالت دون استغلاله بفاعلية.

إلا أن الحقل ظلّ ضمن حسابات الدولة التي عادت في عام 1974 إلى تطويره، من خلال إجراء دراسات معمّقة، أكدت وجود كميات ضخمة من النفط الثقيل، واستمرت هذه الدراسات نحو 10 سنوات لتحديد الإجراء الأمثل لاستغلاله، قبل أن تنطلق عمليات تجريبية لاستخراج النفط في ثمانينيات القرن الماضي.

وفي مرحلة التسعينيات، انطلق مشروع كبير لاستغلال حزام أورينوكو النفطي في فنزويلا، بالتعاون مع شركات عملاقة، من بينها شركة النفط البريطانية “بي بي”، وإكسون موبيل الأميركية، وكانت النتيجة تطوير تقنيات أكثر كفاءة لاستخراج النفط من المنطقة.

أحد مواقع إنتاج النفط الفنزويلي
أحد مواقع إنتاج النفط الفنزويلي- الصورة من وكالة رويترز

وبحلول القرن الـ21، بدأ الحزام النفطي شاسع المساحة يشهد اهتمامًا متزايدًا، لا سيما مع ارتفاع أسعار النفط عالميًا، وهو الأمر الذي جعل الاستثمار في النفط الثقيل أكثر جدوى اقتصاديًا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ويقع حزام أورينوكو النفطي في منطقة شمال شرقي فنزويلا، إذ يمتد على طول نهر أورينوكو، وهو مقسّم إلى 4 مناطق (حقول) رئيسة، وهي:

  1. حقل بويرتو أورداز.
  2. حقل سيوداد بوليفار.
  3. حقل موكورو.
  4. حقل سان تومي.

وتبلغ مساحة الحزام نحو 55 ألفًا و314 كيلومترًا مربعًا، ويمتد على 4 ولايات، وهي: أبوري، وأنزواتيغوي، وموناكاس، وغواركو، وهو موقع يمنحه ميزة الاقتراب من مواني التصدير على ساحل بحر الكاريبي، مما يسهّل عمليات التصدير للأسواق العالمية.

وعلى الرغم من أهميته الكبيرة فإن الاستثمارات في حزام أورينوكو النفطي تأثرت بالتقلبات السياسية والاقتصادية التي مرت بها البلاد، إذ تحول إلى محور لصراعات جيوسياسية واقتصادية بين الحكومة الفنزويلية والشركات الأجنبية.

احتياطيات حزام أورينوكو النفطي

وفق التقديرات الرسمية، من جانب شركة النفط الوطنية الفنزويلية (PDVSA)، فإن احتياطيات حزام أورينوكو النفطي تتجاوز حاجز الـ300 مليار برميل من النفط الخام، وهي كميات قابلة للاستخراج، ما يجعله واحدًا من أكبر الاحتياطيات النفطية على مستوى العالم.

ونظرًا إلى أن النفط الخام الموجود بهذه المنطقة من النوع الثقيل اللزج، إذ يبلغ وزنه النوعي ما بين 8 و12 درجة وفقًا لمقياس معهد النفط الأميركي، فإن استخراجه يحتاج إلى عمليات معالجة متقدمة، ولكن ذلك لم يمنعه من أن يصبح مصدرًا طاقيًا إستراتيجيًا لفنزويلا، التي تبحث عن أساليب استخراج أكثر كفاءة.

النفط الفنزويلي

وقبل التحديات السياسية والاقتصادية، التي تفاقمت بسبب العقوبات الأميركية على البلاد، كان إنتاج حزام أورينوكو النفطي يصل إلى 1.3 مليون برميل يوميًا، ولكن الأزمات المتتالية تسبّبت في انخفاض إنتاجه بصورة كبيرة خلال السنوات الأخيرة.

وفي الوقت الحالي، يتراوح إنتاج الحزام النفطي العملاق بين 500 و600 ألف برميل يوميًا، في حين تتواصل المساعي الحكومية لإعادة الإنتاج إلى مستوياته الطبيعية، من خلال جذب الاستثمارات الأجنبية، وإدخال تقنيات محسّنة للإنتاج، وفق بيانات الاحتياطيات والإنتاج العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

مراحل تطوير حزام أورينوكو النفطي

تعدّدت مراحل تطوير حزام أورينوكو النفطي على مدى السنوات الـ100 الماضية، إذ إن المرحلة الأولى -وهي الاستكشاف- استغرقت نحو 50 عامًا، بين عامي 1920 و1970، وجرى خلالها التعرّف على مكامن النفط الثقيل، رغم غياب تقنيات استخراجه.

أما المرحلة الثانية فكانت للتجارب والأبحاث بين عامي 1970 و1990، وبدأت الحكومة خلال هذه المرحلة دراسة إمكان استخراج النفط من الحزام باستعمال طرق تجريبية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وفي المرحلة الثالثة، بين عامي 1990 و2010، انطلقت الشراكات مع الشركات الأجنبية، من خلال توقيع عقود معها لتطبيق تقنيات حديثة لاستخراج النفط الثقيل اللزج، قبل أن تأتي مرحلة مواجهة التحديات التي ما تزال مستمرة حتى الآن، مع تراجع الاستثمارات الأجنبية بسبب السياسات الحكومية والعقوبات.

وقبل مرحلة العقوبات، تعاونت شركة النفط الوطنية الفنزويلية في تطوير حزام أورينوكو النفطي مع شركات إكسون موبيل الأميركية، وتوتال الفرنسية، والنفط البريطانية بي بي، ولكن هذه الشركات انسحبت بعد العقوبات، لتحل محلها شركتا روسنفط الروسية وسينوبك الصينية، اللتان تعملان هناك حاليًا.

شعار شركة روسنفط الروسية
شعار شركة روسنفط الروسية – الصورة من موقعها الإلكتروني

يُشار إلى أن حزام أورينوكو النفطي يمثّل شريانًا اقتصاديًا رئيسًا بالنسبة إلى فنزويلا، إذ تمثّل صادراته نسبة مهمة من إيرادات الدولة، كما أنه أسهم -في أوقات ارتفاع أسعار النفط- في تمويل العديد من البرامج الاجتماعية والبنية التحتية، رغم أن هذه الإسهامات تراجعت بسبب العقوبات المفروضة على قطاع النفط الفنزويلي.

وعلى الرغم من ذلك، يظل الحزام النفطي العملاق واحدًا من أهم الموارد الإستراتيجية في فنزويلا، لا سيما أنه ما يزال قادرًا على دعم الاقتصاد حال تطويره بشكل مستدام، كما أنه ما يزال محورًا رئيسًا في صناعة النفط العالمية.

نرشّح لكم..

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى