عاجل

السوق الأفريقية الموحدة للكهرباء.. رؤية “تشعل” القارة السمراء بالتنمية والتطوير (تقرير)

اقرأ في هذا المقال

  • في العيادات الريفية تُولّد القابلات النساء الحوامل على ضوء المصابيح اليدوية
  • بالنسبة إلى الطلاب فإنّ انقطاع الكهرباء يعني ضياع ساعات من الدراسة وتقزيم أحلامهم
  • القارة تفقد ما بين 2% و4% من ناتجها المحلي الإجمالي سنويًا بسبب عجز الكهرباء
  • جوهر إستراتيجية السوق الأفريقية الموحدة للكهرباء يتمثّل في تخفيف مخاطر السوق

تهدف مبادرة السوق الأفريقية الموحدة للكهرباء إلى تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في القارة السمراء، التي يفتقر الملايين فيها إلى مصادر موثوقة للإضاءة والطهي النظيف.

وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتحديثات القطاع، لا يُعد تدفق الكهرباء بالنسبة إلى ملايين الأفارقة أمرًا مسلمًا به، حيث تُولّد القابلات النساء الحوامل على ضوء المصابيح اليدوية في العيادات الريفية.

وفي المدن الصاخبة، تتوقف الشركات التجارية عن العمل خلال فترات انقطاع التيار الكهربائي المتكررة، وبالنسبة إلى الطلاب، فإنّ انقطاع الكهرباء يعني ضياع ساعات من الدراسة وتقزيم أحلامهم.

ويعيش أكثر من 600 مليون أفريقي دون كهرباء، فيما يفتقر أكثر من مليار شخص إلى وقود الطهي النظيف.

تداعيات عجز الكهرباء

إن الخسائر الاقتصادية هائلة في أفريقيا، حيث تفقد القارة ما بين 2% و4% من ناتجها المحلي الإجمالي سنويًا بسبب عجز الكهرباء.

في المقابل، تُعدّ أفريقيا موطنًا لبعضٍ من أغنى موارد الطاقة المتجددة في العالم –الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية والطاقة الحرارية الأرضية- بما يكفي لتزويدها بالكهرباء لمستقبلٍ متجدد.

من ناحية ثانية، فإنّ دفعةً قاريةً جديدةً -السوق الأفريقية الموحدة للكهرباء- تُبشّر بتحولٍ جذري.

وتتمثّل رؤية “السوق الأفريقية الموحدة للكهرباء” في ربط هذه الموارد، وربط الشبكات الوطنية، وتوحيد السياسات لضمان تدفق الكهرباء إلى حيث تشتد الحاجة إليها.

ويُعدّ دمج خط الربط الكهربائي بين كينيا وتنزانيا، الذي يربط الآن شبكات كينيا وتنزانيا وأوغندا ورواندا وبوروندي وجمهورية الكونغو الديمقراطية، مثالًا حيًا على تطبيق هذه الرؤية.

وبحلول عام 2027، ستُربط مجمعات الكهرباء في شرق أفريقيا وجنوبها، ما يُتيح فرصًا جديدةً لتجارة الكهرباء عبر الحدود والنمو الاقتصادي الإقليمي.

خط الربط الكهربائي بين إثيوبيا وكينيا
خط الربط الكهربائي بين إثيوبيا وكينيا – الصورة من شبكة سي إن إن

رؤية قارية للكهرباء

تهدف السوق الأفريقية الموحدة للكهرباء، الرائدة في “أجندة الاتحاد الأفريقي 2063″، إلى تحويل شبكات الكهرباء الوطنية وأسواق الكهرباء المنعزلة في أفريقيا إلى سوق كهرباء واحدة متكاملة وتنافسية.

وفي الوقت نفسه، تتجلى الفوارق بوضوح؛ ففي حين تتمتع بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي بمعدلات كهربة تزيد على 90%، تعاني دول أخرى من انخفاضها إلى أقل من 19%، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ويمثّل هذا التفاوت في الوصول، إلى جانب كونه مشكلة تقنية، عائقًا أمام التقدم الاجتماعي والتمكين الاقتصادي.

على صعيد آخر، يتمثّل جوهر إستراتيجية السوق الأفريقية الموحدة للكهرباء في تخفيف مخاطر السوق، من خلال تطبيق إصلاحات تنظيمية وأدوات مالية لجذب رأس المال الخاص.

وعلى سبيل المثال يدعم بنك التنمية الأفريقي أكثر من 10 آلاف كيلومتر من خطوط النقل الجديدة، ويبتكر أدوات رائدة لتخفيف المخاطر مثل ضمانات المخاطر الجزئية والائتمان، بهدف جعل أسواق الطاقة في أفريقيا أكثر جاذبية للمستثمرين.

وقد صُمّمت مبادرة السوق الأفريقية الموحدة للكهرباء، التي تسترشد بها لجنة الإشراف التقني رفيعة المستوى التي أُطلقت حديثًا، لسد هذه الفجوات من خلال ربط الشبكات الإقليمية لتجارة الكهرباء عبر الحدود، وتوحيد السياسات واللوائح لخلق بيئة استثمارية سلسة.

وتسعى المبادرة إلى تعبئة رأس المال العام والخاص لمشروعات البنية التحتية والطاقة المتجددة، وتعزيز الطاقة المستدامة لدعم التصنيع الأخضر وأهداف المناخ في أفريقيا.

أهمية السوق الأفريقية الموحّدة للكهرباء

بالنسبة إلى الأسرة الأفريقية المتوسطة، فإن المخاطر جسيمة؛ لأن توفّر الكهرباء الموثوقة يعني أن الأطفال يستطيعون الدراسة بعد غروب الشمس، وأن الأسر تستطيع تبريد الطعام والدواء، وأن رواد الأعمال يستطيعون تشغيل المشروعات الصغيرة.

وفي العيادات الريفية، يعني ذلك أن المعدات المنقذة للحياة تعمل دون انقطاع، ويتيح لطلاب المدارس الوصول إلى موارد التعلم الرقمية.

أما بالنسبة إلى النساء والفتيات، اللواتي غالبًا ما يتحمّلن عبء جمع الحطب، فإن الكهربة توفّر الوقت للتعليم والمشاركة الاقتصادية.

ويُعد التمكين الاقتصادي بالغ الأهمية، فالشركات الصغيرة والمتوسطة -عصب الاقتصادات الأفريقية- تعتمد على كهرباء مستقرة بأسعار معقولة للنمو وخلق فرص العمل.

أبراج الكهرباء في بلدة سويتو بجنوب أفريقيا
أبراج الكهرباء في بلدة سويتو بجنوب أفريقيا – الصورة من رويترز

وبالنظر إلى عجز الكهرباء الذي يكلّف القارة ما يصل إلى 4% من الناتج المحلي الإجمالي سنويًا، فإن نجاح مبادرة “السوق الأفريقية الموحدة للكهرباء” يمكن أن يُحرر مليارات الدولارات من الإنتاجية المفقودة ويغذّي موجات جديدة من التصنيع.

ويرتكز نهج “السوق الأفريقية الموحدة للكهرباء” على البيانات وأفضل الممارسات.

ومن خلال الاستفادة من الركيزة التقنية للخطة الرئيسة لنظام الكهرباء القاري (CMP)، تحدد المبادرة مشروعات الربط البيني والطاقة المتجددة ذات الأولوية لتحقيق أقصى قدر من التأثير.

إلى جانب ذلك، يتضمّن تصميم السوق آلياتٍ لتقليل مخاطر الاستثمار، مثل توحيد التعرفات، ومواءمة قواعد الشبكة، ووضع أطر تنظيمية شفافة.

وتُعدّ هذه الخطوات بالغة الأهمية لجذب المليارات اللازمة من المستثمرين من القطاعَيْن العام والخاص لبناء خطوط نقل جديدة، وتوسيع قدرات الطاقة المتجددة وتحديث المرافق.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

“كيف ستُمكّن السوق الأفريقية الموحدة للكهرباء شعوب أفريقيا واقتصاداتها،” من منصة “برس ريليس نيجيريا”

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى