تساعد خطط تطوير قطاع الغاز في ليبيا على زيادة الإنتاج، ويعزز ذلك في نهاية المطاف تلبية الطلب المحلي والتوسع في الصادرات.
واستهدفت طرابلس زيادة الإمدادات لتوفير الغاز الفائض عن الاستهلاك، وتغذية السوق الأوروبية بكميات من الصادرات، بعدما تقلَّص اعتماد القارة العجوز على الغاز الروسي.
وحسب خريطة مشروعات الغاز العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن)، تتبنى ليبيا حزمة مشروعات لدعم البنية التحتية الرئيسة لقطاع الغاز، من بينها: التوسع في الحقول البحرية، ودعم المصافي وأنظمة المعالجة، ومشروعات توليد الكهرباء بالغاز.
وتلقّت طموحات الدولة العربية دعمًا من تمتُّعها بموارد غاز كبيرة تعطَل تطويرها بفعل الصراعات السياسية والأمنية الداخلية منذ عام 2011، لكن هذه الموارد نجحت في جذب استثمارات عدد من الشركات الأجنبية رغم التحديات.
مشروعات الغاز في ليبيا
لا تقتصر مشروعات الغاز في ليبيا على التنقيب والإنتاج فقط، بل تمتد إلى مشروعات المعالجة، والوحدات الداعمة للحقول، وخطوط النقل، وغيرها.
وطُرحت آخر مناقصات التنقيب عام 2007، وعقب ذلك بنحو 17 عامًا تطلق ليبيا مناقصة جديدة تغطي 22 منطقة استكشاف برية وبحرية.
شارك في المناقصة الأخيرة 37 شركة متنافسة، من بينها: (إكسون موبيل وشيفرون الأميركيتان، وتوتال إنرجي الفرنسية، وإيني الإيطالية)، ما يعدّ دلالة على استعادة ثقة شركات الطاقة الدولية في قطاع الطاقة الليبي.
وكان الإنتاج المحلي قد سجل زيادة بمعدل 33 مليون قدم مكعبة يوميًا، مع تشغيل حقل بحر السلام، حسب إعلان مؤسسة النفط الوطنية في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2024.
وبجانب طرح المناقصة المهمة، ومحاولة التغلب على عقبات تشغيل الحقول المحلية، تشكّل 5 مشروعات حاليّة عنصر دعم رئيسًا لقطاع الغاز الطبيعي في ليبيا، نستعرضها في هذا التقرير.
مشروع الضغط في صبراتة
يدعم مشروع ضغط صبراتة إنتاج حقل بحر السلام البحري العملاق، ويشمل تركيب وحدات ضغط جديدة على المنصة الرئيسة للحقل “منصة صبراتة”.
ويستهدف المشروع رفع ضغط الغاز في الحقل، وتحسين كفاءة نقل الإمدادات لمرافق المعالجة.
وتُشير التوقعات إلى أن المشروع -الذي تديره شركة مليتة للنفط والغاز- قد يكتمل بحلول نهاية العام الجاري 2025.
وفي سبتمبر/أيلول 2023، أُعلِن فوز مجموعة أنتونيني الإيطالية بعقد عمليات البناء والتركيب وحدة الضغط في منصة صبراتة، بقيمة 217 مليون دولار.
ورجّحت الشركة أن يستغرق تركيب وحدة الضغط 27 شهرًا، بحسب ما نقلته صحيفة ليبيا أوبرزفر آنذاك.
حقلا غاز “إيه” و”هـ”
تواصل ليبيا تطوير أول مشروع غاز رئيس في البلاد منذ عام 2000، وهو مشروع حقلي الغاز (إيه A) و(هـ E) بتكلفة 8 مليارات دولار، وفق موقع إنرجي كابيتال أند باور.
ويستهدف المشروع -الذي تشغّله شركة “مليتة” المشتركة بين إيني الإيطالية ومؤسسة النفط الوطنية- تلبية الطلب المحلي، وزيادة الصادرات إلى أوروبا.
ويشمل المشروعان البحريان تركيب منصتين وحفر 31 بئرًا، بهدف إنتاج 750 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا، مع انطلاق التشغيل خلال العام المقبل 2026.
ويقع الحقل “إيه” على عمق مائي يصل إلى 105 أمتار، وحقل “هـ” على عمق 235 مترًا.
وكانت الشركتان الليبية والإيطالية قد وقّعتا اتفاق تطوير الحقلين في يناير/كانون الثاني 2023، واتفقتا على العمل بنظام إنتاج تحت سطح البحر، وتجميع إمدادات الغاز والمكثفات ومعالجتها ونقلها عبر خطوط أنابيب تربط منصة صبراتة ومجمع مليتة، حسب موقع أوفشور تكنولوجي.
وفي سبتمبر/أيلول 2024، حصلت شركة سايبم الإيطالية على عقد الهندسة والإنشاءات والتوريد لمنصة إنتاج حقل “هـ”، طبقًا لموقع أوفشور إنجنيير.
مشروع استغلال غاز البوري
يعدّ مشروع استغلال الغاز مرحلة متقدمة من تطوير حقل البوري الليبي للاستفادة من إمدادات الغاز المصاحب لعمليات استخراج النفط في الحقل، وتقود شركة “مليتة” المشروع البحري باستثمارات تصل إلى مليار دولار.
وحصلت شركة سايبم الإيطالية على عقد هندسة وتوريد في أغسطس/آب 2023، ويشمل العقد تزويد المشروع بوحدة تعمل على استخلاص الغاز بسعة 5 آلاف طن بمنصة “دي بي 4”.
وتتضمن خطوات المشروع -المرتقب تشغيله العام المقبل- أيضًا مدّ خطوط أنابيب بطول 28 كيلومترًا، للربط بين منصتي “دي بي 3″ و”دي بي 4″ ومنصة صبراتة”.
مصفاة التكرير في جنوب أوباري
للوهلة الأولى قد تندهش بإضافة مصفاة جنوب أوباري إلى قائمة مشروعات الغاز في ليبيا، إذ عادةً ما تركّز مصافي التكرير على معالجة النفط الخام.
ويساعد تصميم المصفاة على إنتاج مشتقات ذات صلة بتدفقات الغاز الطبيعي، مثل: غاز النفط المسال، والبروبان، والبيوتان، بالإضافة إلى أنواع الوقود المعتادة “البنزين، والديزل، والكيروسين”، وفق موقع شركة “زلاف” التابعة لمؤسسة النفط التي تدير المشروع.
ويلبي المشروع أهداف التكامل التي يطمح إليها قطاع الطاقة الليبي، إذ تقع المصفاة قرب حقل الشرارة ومحطة كهرباء أوباري.
مشروع استغلال الغاز المصاحب
يستهدف مشروع استغلال الغاز المصاحب تقليص عمليات الحرق في حقلي “مسلة” و”السرير” النفطيين، وتوجيه إمدادات الغاز المستخلصة لصالح توليد الكهرباء.
ومن المقرر أن يزوّد مشروع الغاز المصاحب -المعلَن في مايو/أيّار 2025- إمدادات الكهرباء لمرافق ومنشآت شركة الخليج العربي الليبية المحلية (المعروفة باسم أجوكو AGOCO)، وبذلك يدعم المشروع خفض الانبعاثات ويُحسِّن كفاءة استعمال الغاز.
وفي النصف الثاني من يونيو/حزيران الماضي، كشفت “أجوكو” إنجاز 96% من مراحل المشروع، استعدادًا لبدء المرحلة الأخيرة منتصف يوليو/تموز الجاري، تبعًا لموقع ليبيا أوبرزفر.
موضوعات متعلقة..
- التنقيب عن النفط والغاز في ليبيا يترقب عودة شركتين عالميتين بعد غياب 18 عامًا
- جولة تراخيص التنقيب عن النفط والغاز في ليبيا.. خريطة المناطق والاحتياطيات المكتشفة
- حقول النفط والغاز في ليبيا.. أبرز معلومات الاحتياطيات والإنتاج (ملف خاص)
اقرأ أيضًا..
- أكثر الدول العربية إنتاجًا للغاز الطبيعي في 2024
- خريطة الهيدروجين الأخضر في شمال أفريقيا.. 6 دول تتصدرها مصر
- بعد غرق أدمارين 12 في مصر.. ماذا تعرف عن منصات حفر أديس السعودية؟
المصادر..
- تفاصيل مشروع الضغط في صبراتة، من ليبيا أوبرزفر
- تطوير حقلَي “إيه” و”هـ”، من إنرجي كابيتال أند باور وأفشور تكنولوجي وأوفشور إنجينير
- تفاصيل مشروع مصفاة أوباري، من موقع شركة زلاف المحلية
- مشروع أجوكو لاستغلال الغاز من حقلي “مسلة” و”السرير”، من ليبيا أوبرزفر
